Saturday, 10 October 2015

اعتذارية طفل لم يكبر

اعتذارية طفل لم يكبر


مِنْ قِرْبَةِ الصّبرِ كُنّا نحتسي جُمَلا

فما ارتوينا... أيروي الآلُ مَنْ نَهَلا

وجُرْفُ أعمارنا الأيامُ تَهْدِمُهُ

وكلّما مَرّ عامٌ نَستحيلُ الى....

إلى دخانٍ .... وذكرى كلما عَبَرَتْ ج

على السحابِ الذي في عيننا هَطَلا

وَلَمْ تَزَلْ فوق أرضِ الشوقِ أغنيةً

مُذْ أنشبَ الحبُّ في أوراقنا الغَزَلا

عِشْنا على تِلْكُمِ الشطآنِ نُنْشدها

للّيلِ... ذاك الذي باعوهُ... فارتحلا

ونُوْدِعُ الرملَ أحلاماً إذا كُشِفَتْ 

للماءِ في وَقتها... مِنْ وَهْجِها اشْتَعلا..

ماذا تقولين للطفلِ الذي يَدُهُ

تُساورُ الشّكَّ... ترمي عَنْهُ ما احتملا

لَمْ يَكْبُرِ الطفلُ... أمّا كفّه عَبَرَتْ

مسافة الحُلْمِ... لكن نَجْمُهُ أفلا

وَمَنْ يُصَدِّقُ ... أنَّ الطِّفْلَ يَحْمِلُني

عشرون عاماً... فَلَمْ يَتْعَبْ.. وما اكتهلا

أبوابهُ للفراقِ المرِّ مُشرعةٌ

وشِعْرُهُ بحنينٍ دائمٍ رَفَلا

هلْ تذكرينَ... بداياتِ الحروفِ وَقَدْ

أَرْخَتْ جدائلها للحُبِّ إذْ جَدَلا

عشرون قدْ عَبَرَتْ... والشعرُ يَحْمِلُنِي

اليكِ... نَحْوَ لِقاءٍ....  مُمْكنٍ جَدَلا

وأَنْتِ يا جَنّةً أسْمَيْتُها وطني

حتّامَ نَسْتَنْطِقُ الآهاتِ و الوجلا

نحيا وَتَرْفَعُنا للموتِ أُضْحِيَةً

كفٌّ الخلافاتِ... أغراها بِنا الدُخلا

ألستِ مَحبوبتي...؟ بَلْ دِفءَ أوردتي

وفيكِ فَجْرُ ليالي غُرْبَتي اكْتحلا

 فَغُربتي فيكِ... لا صوتٌ أبثُّ بهِ

شَكْواي... لا نسمةٌ تستنهضُ الأملا

أمْ أنّهُ اليأسُ... لا فجرٌ يلوحُ لنا

وَسْطَ الظلامِ... ولا ضَوءٌ هناكَ... ولا...

هُمْ يَحْزَنونَ ... وعادَ الطِّفلُ يسألُني

مَنْ ذا سَيُقْنِعُ طِفُلَ الرُّوْحِ إن سَألا

يكادُ واقِعُهُ يُقْصيهِ عَنْ وَطنٍ

أنْهارُهُ  أصْبَحَتْ في خَيمةٍ قُــلَلا

هُنا يعيشُ ... بلا قلبٍ ... وأنتِ هناك...

ظلَّ يَمْشِي بِلا دَرْبٍ... فَمَا وَصَلا

تِلك المسافاتُ... كالسكّينِ تَقْطَعُني

لكنْ أتقطعُ فيما بيننا الرُسُلا..

فَلْتَغْفِري لِيَ طَيْشاً  كانَ ... أَحْسَبُهُ

مِنْ شِدّةِ الحُبِّ.. لا جَهْلاً ..... ولا خَبَلا

أمْضيتْ ما مَرّ مِنْ عُمْري... وبي أمَلٌ

أنْ يَغْــفِرَ اللهُ للمجنونِ ما فَعَلا..

أنْ يَمْحُوَ الشّعرُ ما خَطّتْ حماقتُهُ

حينَ ابْتَغَى للتَشَافِي مِ الهوى بَدَلا

أنْ يَكْبُرَ الطِفْلُ... أنْ تَقْوَى عَزِيمَتُهُ

أنُ يَبُتَني وَطَنَاً للحُبِّ... مُكْتَمِلا

No comments:

Post a Comment