Saturday, 10 October 2015

مذكرات قصائد ميّتة...

مذكرات قصائد ميتة

غدا أو بعد غد تدق اجراس الرحيل إلى عالم ليس فيه أنا...

علي ان انتظر دورة الأرض الاخرى حتى أرى سماءآ رأت عينيك...

حبيبتي اتركي ظلك وعودي فلحظات الانتظار طويلة... احتاجها اليوم وغدا وكل يوم لعلها تراني في صفحة هذا الكتاب الذي تقرأه ويقرأني...
تصبح على أمل أيها الخاسر...
لعلها لعنة الحب التي تصيب الشخص الذي لا يخطو الخطوة قبل الأخيرة على الطريق الصحيح...

الاستسلام للضعف لحظة واحدة... تجعل الإنسان يتخبط عمرا كاملا...يرى كل شئ ممكنا إلا تصحيح تلك اللحظة التي ضعف فيها ولم يتقدم... اعذري تخبطي.. لأني جعلتك يوما أبعد من الشمس ... وأنت في قلبي.. كان اليوم طويلا جدا... افكر في تفاصيل قد تحدث معك وأنت هناك في الطرف الآخر من الحياة الحب الذي لا تستطيعيه والحياة التي يجب ان تكون مع شئ آخر نحاول ان نقنع الناس بأنه حب والحب الذي يجب والحب الذي لم يكن كما نريد تفاصيل ترهقني اخاف عليك منها واخاف عليها منا هذه رسالتي إليك في آخر اليوم الأول الذي أصبحت فيه الرسائل ممنوعة بيننا تصبحين على أمل ياطفلتي الحزينة دموعك دائما هي آخر مايكون قبل الوداع وبعده وكل ما يبقى في ذاكرتي عبر سنين الفراق الحزن قدرنا يا طفلتي... إلى الأبد أكتب على صخرة في طريقك @ لعلك تقرأينها يوما وتعلمين اني مررت هنا في يوم ما @ هو شكل بصمتنا على صخرة الحياة يوم قلت أنا وهو نملك نفس البصمة ومؤلم ان تكتشف بعد حين انك نصف إنسان... طويلة هي حبال الانتظار تمتد من حافة الشوق حتى هاوية الوجل يترائى على أبعد الغيوم وجهآ احتاج إلى سنين كي استوعب تفاصيله وصوتا همس بكلام ترجمته القصائد لي.. اسمع وقع خطانا التي لم نخطو... سالم... اسم يحملني صعودآ إلى حديقة ونقطة انتظار روميو... جائع والعشاء لن يتكرر... نمشي في حديقة كانت سجنآ ومعقل تعذيب الرافضين لقانون الظالم... بكت السماء وقتها... دموعا ممزوجة بالتراب ونحن نسابق تلك الريح نسيت انني تركتك ورائي ودخلت في متاهة احزاني.. أمي هناك ياطفلتي.. تنتظرك في حديقتها لعلك تعودين بي إليها... بطعم السندي... في دخان ألمي الذي شربناه معا ونكهة الشاي... والفاكهة التي ذاب طعم بعضها ببعض.. كنت نائمآ كالطفل.. وأنت خلف حائط من دموع.. تقرأين قصائدي.. ترسلين إلي رسائل لا تصلني فتتجمدين خوفا... من ان تتحقق امنيتي ... فاموت ووجهك آخر ما أراه.. بعد عمر بدأ رمادآ... وانتهى... الصدى يتردد رغم ان الصوت لا ينتقل في الفراغ.. ذلك الفراغ الذي تركه غيابك.. الجأ إلى ذكراك في موسم الحرمان... اقرأ اسمائك التي لا تعد.. والتي جعلتك امرأة استثنائية كما جعلت منها اسماءآ استثنائية أبحث عنك في بيتنا وعن آثار لك في المقهى وفي قدح الشاي أبحث عن طعم عطرك في نسمة هواء تأتي من حيث لا أعلم.. صباحك جميل طفلتي.. تعودي غيابي... فالحب مرض لاشفاء منه حتى الموت... استبدلت لقائك بدخان سجائر يستعجل رحيلي معه نحو الاعلى.. وناي حزين... وكلمات.... يتيمة هي الكلمات التي لا تقرأيها ومقابر الكلمات ملأى بأحجار تؤرخ ولادة وموت كل قصيدة.. أقف أمامها مطأطئ الرأس وتنساب دمعتي بصمت قاتل... كذكرياتها... ستة عشر عاما من الموت... فمتى تقوم ساعة قصائدي..؟

الدكتور عزاوي الجميلي
نشر بتاريخ 31-05-2010  

No comments:

Post a Comment