قال ديك الجن الحمصي:
يا طلعة طلع الحمام عليها
وجنى لها ثمر الردى بيديها
رويت من دمها الثرى ولطالما
روى الهوى شفتي من شفتيها.
قد بات سيفي في مجال خناقها
ومدامعي تجري على خديها.
فقلتُ:
أَتَبْكي عليها... حينَ أنتَ قَتَلْتَها..
وفي أَوَّلِ الدّرْبِ الطويلِ خَذَلْتَها
وَتَسْأَلُ عَنْهَا العِطْرَ في كُلِّ وَرْدَةٍ...
فَهَلْ مَرّةً عَمّا تُلاقي سَألتَها
هِيَ الشِعْرُ.. هَلْ تَدْرِي القَصَائِدُ أَنَّهَا...
على شاطِئِ الأَحْزانِ بالدَمْعِ قُلْتَها..
هي البَوْح ُ... في سحرِ الحُروفِ وَقَدْ أَتَتْ
إلِيكَ معانٍ للفِراقِ اِرْتَجَلْتَها
أَتَتْكَ وَمِنْهَا الشَوِقُ يَعْلُوْ صَهِيْلُهُ
وَلَمْ تَبْتَغِ الأَعْذَارَ.. ما قُلْتَ عَلَّها
وَحينَ دَنَا مِنْها الرَبيعُ وَغُصْنِها..
بِوَسْطِ رِمالِ الصَيفِ أَنْتَ شَتَلْتَهَا
أَتَذْكُرُ... ذاكَ الدَمْعَ... أَمْ كَيْفَ وَدَّعَتْ
خُطَاكَ... وَمِنْكَ القَلْبُ في رَسْمِها التَهَى..
أَتُنْكِرُ أَنَّ العُمْرَ قَدْ كانَ نَرْجِسَاً..
على ثَغْرِها.. تَرْنِيْمَةً ما أبْتَهَلْتَها..
وَكَانَتْ وَكَانَتْ يَوْمَ كُنْتَ مُسَافِراً
إِلَيْهَا... وَلَكِنْ تُهْتَ حِيْنَ وَصَلْتَها...
أَتَبْكِي... عَلى عَيْنٍ رَأَيْتَ بِهَا الهَوى...
ولَمَّا دَنَتْ قَابَ العِنَاقِ... سَمَلْتَها..
أَمِنْ أَوَّلِ الأَحْلامِ.. نَحْوَ نِهايَةِ الطَريقِ... بِلا عَطْفٍ هُناكَ أَحَلْتَها...
أَتَبْكِي...وَهذا الدَمْعُ وَسْمٌ وَقَدْ جَرى...
سَقَى رَسْمَ عَيْنٍ في الفَراغِ أَجَلْتَها..
سَتَبْقى على طَعمِ الشِفَاهِ... مُهاجِراً..
وهذي الصَحَارى - مِنْ دِماها خَضَلْتَها-
سَتُرْدِيكَ إهْمَالا... على الرَمْلِ... كُلَّما
سَقَطْتَ... تَرَاءَتْ عَثْرَةٌ ما أَقَلْتَها..
وَحينَ يَعُوْدُ الحُبُّ في غَيْمَةٍ تَرى...
بَقايا خُيُوطِ الشَمْسِ ..ذِكْرَى غَزَلْتَها..
مِنْ الحُزْنِ... وَالعِطْرِ الذي ظَلَّ شاهِداً...
عَليكَ... على رُوْحٍ هَوَتْكَ أَسَلْتَها..
سَتَبكي... وَسَيْفٌ في مَجالِ خِناقِها...
وَقَدْ أَوْمَأَتْ بالحُبِّ... حينَ قَتَلْتَها...
نشر في مجلة أصوات الشمال بتاريخ : الأحد 15 ربيع الثاني 1432هـ الموافق لـ : 2011-03-20
No comments:
Post a Comment