Saturday, 3 October 2015

شيرين

لا تقتليني حزنا...   
فأنا غائب عن وعيي... أو غائب وعيي عني..   
ليس مهما...فالنتيجة واحدة
فنحن لسنا سوية منذ أجيال...منذ ان اغلقت القرى دروب المسافرين... بحثا عن قبورهم..
حينها...
كانت الخطى تحاول ان تلمس الأرض...
وان تسكن فوق الغيوم..
الأرض التي دفنتني... وأنت ترحلين..
انشطرت نصفين... لتعلن ولادة الفراغ الذي يفصل خطواتنا إلى الأبد..
سكين الالم تسافر تحت أضلعي ...
ألم خسارتنا الذي يتجدد كل صباح... عند نهاية اللقاء الذي أغمض عيني على تفاصيله وأنام...
اشتقت لك ايتها المدينة التي تركتني إلى صحراء عمر لا اتمنى ان يطول....
هل تسمعين...
فالصوت الذي ترسله النايات.. نحيبآ... بكاء حبيب مفارق...
ستترجل الغيوم عن اسرابها... لتبكي ساعة على أطلال مكان كان للحياة فيه موعدا...
والحب الذي اخترق حاجز الزمن.. ليسافر إلى وجه الكرة الآخر...
يقرأ كل يوم قصيدة العودة إلى حياة الأمس..
كل اشجار النخيل التي تشابكت عند شاطئ عينيك... لتؤرخ مد الدموع وجزر الرؤيا...
شاهدة على ضياع شاعر في غابة .... تجول فيها حين كان الحب طفلا
شيرين...
آه كم افتقدك...
يا ظل العطر المسافر معي كغيمة صيف..
وياطعم الكلمات التي ترتسم من أول سين السفرحتى نهايةالجرح.. حيث يجلس اسمك كشجرة جوز معمرة
شيرين...
يا انهار الحزن الممتدة في قلبي من منبع الحب حتى خليج الفراق...
اليوم اتفلت من فوضى حياتي...
لأراك على صفحة القمر المسافر فوق سلم أضلاعي صعودا حتى فوهة البركان الذي يكاد ان ينفجر شوقا.. هناك في المكان الذي تعيشين فيه منذ أعوام...
والمسافات التي سرقت منا عمرا... ومضت باتساع..
وباعتنا لحظة وداع لا زال ألمها يتردد في الذاكرة..
المسافات هي قطر حبنا الذي يتسع كلما أتسعت..
ابدأي رحلتك الجديدة..
ستبدأ معها زيادة رقعة الحب...
ويبدأ عداد الانتظار.. تنثر به الثواني حبات رملها فوق مدينة هي حاضرة حبنا..
أي تاريخ ستسجل الرمال وهي تحاول دفن جبال الشوق بذرات الثواني المسكونة بالانتظار...

نشرت في مركز النور بتاريخ؛ 31/10/2010

No comments:

Post a Comment