Wednesday, 30 December 2020

لسيدة الصمت...


من الصمت تبيانٌ لما كنت تكتمُ
و كشفُ تباريحٍ.. لها الصمت بلسمُ
.
و أبلغ من سرد الخطاب و قوله
تنهّد مهموم إلى الصمت يقدم
.
من الصمت مرسال لآلام واجدٍ
ليبلغ عنه الحزن كم يتألم
.
و منه علامات الرضا.. في تردد
يكون قبولاً... يعتريه التلعثم
.
ومنه الذي يأتيه حرٌ تكرّماََ
ليُغنيك عن ردّ اللئيم التكرّم
.
ومنه ممضٌ... يثقل الروح حَمله
إذا ما يسوم الخلق بالشر مجرم
.
ومنه الذي قد تلجأين اليه إذ
ترومين جَلدي..بالذي لست أعلم 

لأبلغَ من بالصمت يومياََ تحدثت
لتخبرني.. أن العباراتِ طلسمُ
.
ومنه عتاب للحبيب.. بنظرة
تعاتب من تهوى بها و تسلمُ
.
لتغدو ملاذاتي إذا الخوف حَفّني
و خاتلني دربٌ من التيه مبهمُ
.
كأن يد الليل الذي يستبيحني
و ترسم لي أفقاََ من الليل أقتم
.
ستجعلني.. وسط الظلام مشرداََ
يكابد ما يخشاه.. و الحزن موسم
.
لسيدة الصمت الطويل... كشعرها
سأنقش في وهج الحروف و أرسم
.
أزف عباراتي، أنمق حرفها
أرددها، كالطفل.. أبكي.. وابسم

الموصل
30/12/2020

Saturday, 26 September 2020

إن القصائد كالذنوب وليدة

لا تستفزي شاعراََ... فلربما
كان الكلام مخاضَه لقصيدة

و لربما فتح الكلامُ جراحهُ
و أعاد ذكرى في الزمان بعيدة

أو ربما ينفي.. و يكتم دمعه
والدمع أبلغ لو نوى تأكيده

رفقاََ ... ففي هذا الفؤاد مراجلٌ تغلي
و أحزانٌ هناك.. شديدة

لا تطلبي منه ارتكاب قصيدة
إن القصائد.. كالذنوب وليدة

قد عاش يبكي الذكريات و كلما
أضحى يعاقرها... تحز وريده

في الحزن يصبح للدموع مراسمٌ
و مواسمٌ، و قوامُه تنهيدة

كجمالها.. و كطولها الممشوق.. بل
و كصدرها.. لم أستطع تحديده

٧ أيلول ٢٠٢٠

الذ الشوق.. أقساه

توسدي ذكريات الأمس.. تجمعنا
على الوداد.. على همسٍ كتمناهُ

و عانقي عبق الذكرى... فأولها
عطرٌ، و آخرها خمر سكبناه

و قاسميني كؤوس الشوق.. لا تدعي
كأساََ به شغف الا شربناه

ضعي على الصدر ديواني.. و لا تدعي
قصائدي... كاتباها الحزن والاه

تخيلي اننا نمشي بعالمنا
مثل السكارى... وهذا الشوق نهواه

ضعي يديك بكفي.. حطمي قلقي بقبلة
... أنسني حزني.. و ذكراه

فللعناوين درب ليس يُبلغنا
مرادنا... دربنا هذي عطاياه

اعانق الحلم المحبوس اقرأه
ترنيمة.. من مدى عينيك فحواه

لا تغضبي... إنما هذا الجنون أنا
وانت سر جنوني... بل و أحلاه

دعي شفاهك تغلي فوق اوردتي
و أحرقي الخوف في قلبي و معناه

و صوري في بحار العشق مركبنا
وسط الاعاصير.. في يوم ركبناه

كوني له شاطئاََ يرتاح فيه... إذا
ما جرّدَته يدٌ مما تمناه

كوني له شمسه... برد النسيم.. وهل
سواك يمنحه هذا و يرعاه

ما أصعب الشوق.. إن كانت دقائقه
تميتنا... و ألذ الشوق أقساه
8/9/2020

ابتسامة قد تكفي

‏أيكفيك إبتسامٌ وسط بحرٍ
من التعب الذي يقتات عمرك
:
‏‎لأنك يا كسير الروح ذكرى
ستعبق عندما يأتون ذِكْرَك
:
‏‎ستغفو... و الأسى يبني سماءََ
و يكتب فوق غيم البوح سِرك
:
‏‎لان الصبر يجترح الأماني
ستغمر بالأماني البيض صبرك
9/9/2020

يا خلي القلب

كنا نغني (يا خلي القلب)...
قبل تحطم الحلم الذي كنا نعيش به..
وقبل تحطم السفن التي قد غادرت مرسى الاماني وهي بالالام مثقلة، وفيها الحزن أكبر من حدود الوصف... حين يحاول المغلول وصفاََ للذي كنا نعيش.. وكيف تحوّل الإنكار حالاََ يزدري ماكان، أو يصِمُ الذي قد كان... وهماََ او جنوناََ عابراََ او محض ذكرى...
  (يا خلي القلب)
يا معنى إنتظارٍ طال في ليلٍ الشتاء.. أمام نافذة يكممها الظلام..
و ثَمَّ ضوءٍ خافتٍ في أبعد الأركان لا يغني..
ولا  يعني سوى أن الليالي سوف تمضي دون أن تلقي لهذا الصبرِ بالاََ..
بل وأن الانتظار يطول حتماً عندما تقف الحياة على مشاهدنا الحزينة دون صوتٍ...
فابتكار الدمع في صمت الحياة قصائدٌ تأتيك تترى...
(يا خليّ القلب)
هل تدري بأن الشاعر المغدور خبّأ عن عيون الناس تحت ضلوعه جرحاََ..
وكان الجرح شكل قصيدة قد قالها يوماََ.. و لم يصل معنى الحروف كما أراد...
و إنما كان الذي قد قاله محض انشغالٍ بالمعاني..
هكذا يبدو لهم..
أو محض تنميق الحروف لكي تليق بقيمة المعنى الذي باحت به إذ كان سِرّا...
(ياخلي القلب)
هل تدري بأن الروح يشغلها الغياب المستديم...
و لا تلوذ بقلعة الأمل التي شِيْدت على أطلال ذكرى الراحلين...
لأنها ما زال فيها للوفاء بقية..
و لأنها بالأمس راودها الحنين فصرّحت بمكامنٍ مخبوءة تحت الركام و تحت انقاض السنين...
و هاهي الآن استباحتها العبارات التي كُتبت بكل بساطة... فوق المساحات التي شهدت هزائمنا...
وصاغت صمتها بوحاََ و شعرا..
(يا خلي القلب)
نحن الآن للتاريخ أسرى..
26 / 9 / 2020

Saturday, 25 April 2020

حامل ‏المسك

علقت الاستاذة سعاد ابو شال، على إحدى قصائدي المنشورة على التويتر وهي الدكتورة سعاد بنت شرف بن محمد أبوشال. سعودية الجنسية. عضو هيئة تدريس بقسم اللغة العربية في كلية الآداب ـ جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
الدرجة العلمية : أستاذ مساعد...
ولم أكن أعلم ان اسم والدها هو شرف بن محمد.. فكتبت لها شاكراََ..

‏‎شرفٌ أن تحل ضيفاً علينا..
و على الشعر والحروف سعادُ
.
إنها مثل حامل المسك عندي
ذوقها مثل فكرها وقّادُ

فأجابتني بقولها..
‏‎( شرف )في استهلال بيتك يبدو
وختاما للشعر جاءت(سعاد)

لست أدري ؛ أ صدفة صرح الشع
ر بنسبي ، أم ذاك قصد مراد ؟

سكري الشعر أنت كتمر
طيب من أرض العراق يفاد

كلما قلت في الجميلي حرفا
يقْصر الشعر والمعالي تزاد

من عراق الخير الذي كان سحا
يعجز الوصف دونه والمداد

فأجبتها بالقول...

‏‎قسماً بالذي يُعظّم عندي
والذي يرتجي رضاه العبادُ
:
كان قولي الذي نطقت افتخارا
بمرورٍ على حروفي تكادُ....
:
أن تغني له الحروف انتشاءا
وعلى عطره يضوع المداد
:
(نسبٌ) زاد في المعاني بقولي
شرفٌ.. فيه رفعةٌ... و سدادُ
:
‏‎‎لسحاب* كالروح يهطل عطراً
وله يكتب القصيدَ المداد
:
سنغني... و ننشد الشعر حتى
بالمعاني يغرد الأشهاد
:
‏‎ألف شكرٍ... و كلما قلت شكراً
زدت فخراً.. فالشكر للحر زادُ

30.نوفمبر 2018
* سحاب صديقة عراقية كانت تتفاعل مع حوارنا. 

Tuesday, 31 March 2020

رسالة إلى مقام إبراهيم الخليل

الى صديق النوارس، والقرى البسيطة، وهو يطرز بالتيه حياته كما يشاء...

حَطِّم سور الوحشة حَولَ كيانٍ يخشى أن يلمزه الناس إذا ما حرر خطوته أو أعلن بدء تمرده... ليمشط بالتيه دروباََ صادرها المخلوق التاجي..
الوطن بَرارٍ تعرفه... بَدوياََ يحمل قِربته، و تُميراتٍ وكُسيراتِ الخبز الاسمر... يمشي مَرَحاََ إذ يغريه بساط الخضرة بالمعراج..
أحسده.. و هو العفوي المفرط جداََ في طيبته... المهووس بمصطلحات لا يفقهها.. بل هي أصلاََ ليست من صُلب ثقافته.... يحملها... يستكمل فيها آخر فصلٍ بقيافته... لا تعدو في الواقع أكثر من خيط الذهب المتدلي... في بزة جنرال  شارك في الحرب ولكن لم يبرح إذ نشبت حصن قيادته.. عاد من الجبهة منتصراََ.. ليكرمه رأس الدولة بوسامٍ ينسيه قصصاََ سطّرها الشهداء بصبرٍ كالحزن الأسود ممتداََ فوق تراب خطوط الصدِّ... وجراحٍ تركوها تنزف دون علاجِ...
الرأس الفارغ لم يأبه بالخيط الذهبي المهمل... أو عطر الدولتشي غابانا.. أو حتى عدد العمال المشتركين - بغير أجورٍ- ببناء أسمته السلطة قوس النصر.. أو قطرات اللؤلؤ وهي تشق طريق الأمل على خدّ عفّر سمرته بارود الحرب الوحشية.... وهي تؤرشف عمراََ ضاع بغير نتاجِ..
أحسد هذا الشخص الواضح جداََ ... و المتصالحَ حتى أبعد حدٍّ.. مع ذات تكتم غربتها، كالبط البري النائم في شطآنٍ سيغادرها ويعود لموطنه الأول... وسيبكي خلف المزلاج..
أحسد إبراهيم كثيراََ... إذ يمكنه ان يرتجل الأشياء الأبعد عن  عقلٍ حاصره الخجل المتسلط فوق الممكن، خلف ستار يمنعه ان ينزل يوماََ من سجنٍ في البرج العاجي..

الشبالي
31/ 3 / 2020
  

Saturday, 7 March 2020

قليل مما ينبغي

قليل من الحزن يكفي
لكسر سدود الدموع
إذا كانت الروح من حزنها مثقلةْ
قليل من الشوق يكفي
لتغيير وجهة سير المراكب
رغم إعتراض من البوصلةْ
قليل من العطر يكفي
ليعلن أن التفاصيل ما لم نعشها
ستبقى على رفّها مهملةْ
و أن اعترافاتنا في الغياب
تؤرشف في عمرنا المهزلةْ
قليل من الليل يكفي.
ليغرق في الحزن طفلٌ يتيمٌ
و تغرق في حزنها أرملةْ
قليل من الحب... يكفي..
لترميم كل الأسى و الجراح..
و صد الرياح..
و يكفي  لتنتهيَ المشكلةْ..
قليل من الوقتِ...
نحتاج كي نستريحَ..
و نختمَ في عمرنا البلبلةْ..

أربيل
 7/آذار/ 2020
#عزاوي_الجميلي

Wednesday, 22 January 2020

نخب الخسارات

لا شيء جديدٌ..
فالمعنى في قلب الشاعر مازال
مازال البرد يحاصرنا...
والعالم دفء و جمال
مازال الموت يراقصنا...
يتشهّى
يقطف آجالْ..
تتشظى أرصفة الذكرى فينا ...
يضربها زلزال..
والثلج يسدّ نوافذنا...
والدرب به ألف محال..
ما جدوى ان نعشق ذكرى..
يسلبها منا التمثال..
و كعادتنا...
نحن المقهورون كثيراََ.. من أجيال..
نحلم... بل نرسم أوطاناََ...
و يشط بنا ألف خيال...
نشرب نخب الذكرى..
نبكي...
نتوارى..
نحمل آمال..
نحصد خيباتٍ لا تحصى...
و نكرر نفس الموال..
ونقول غداََ..
سوف يكون العالم أجمل...
بالإجمال...
العمر... قوافله ضاعت....
منا... و انقطع المرسال...
لرحيلٍ أقربُ... لسماءٍ أنقى..
لهروبٍ فَعّال...
تتنمق أحرف خيبتنا ...
و تصوغ لنا ألف سؤال..

أربيل
22/1/2020

Saturday, 18 January 2020

أم العباية

على جسمها المكسوِّ بالحُسن و الضيا..
عباءَتها.. مدّت.. و تمشي مؤيَدَةْ
:
وقد خصَّرتها... قالَباََ   ضم خصرها
- لتتبعها كل القلوب - مُبغددةْ
:
على جسدٍ أندى من الورد.. عطرُه
رقيقٌ.. كأن الله بالعطر عَمّدَهْ
:
تميل كغصن مال.. في كل خطوةٍ
بلا تعبٍ... تبدو ـ لذي العين ـ مُجهَدَةْ
:
عباءتها غطَّتْ من الشعر نصفَه
لتنسابَ شلالاتُ ليلٍ... مُعربِدةْ
:
وتُظهر وجهاََ قُلْ إذا شئتَ كوكباََ
و طَرْفاََ تعالى اللهُ صاغ زمرّدَةْ
:
وتمسك أطرافَ العباءة كفُّها
تميس بلا قيدٍ.. و تبدو مُقيّدةْ
:
اذا ابتسمت غنت من الوجد غيمةٌ
وذابت من السحر الذي كان أفئدةْ
:
و إن أومأت للبدر صار حمامةََ
تحط على شباكها وهي منشدَةْ
:
خطاها ترانيمٌ... تموسق مَشيَها
و خلخالها طوقٌ  لساقٍ ممرّدَةْ
:
وتختال كالطاووس سيراََ.. و حولها
وصيفاتُها بالحسن.. وهي المفرَّدَة
:
يراقبها حتى الحصى في مسيرها
فيسبيه روض من خدود مورَّدَةْ
:
و إن نطقت... فالحرف للحرف سيّدٌ
وتلهيك عن كل التفاصيل...  مُفردة
:
عراقيةٌ لو كان للحُسن قُبّةٌ
لكانت على كل المليحات سيدةْ

تكريت
18/1/2020