كنا نغني (يا خلي القلب)...
قبل تحطم الحلم الذي كنا نعيش به..
وقبل تحطم السفن التي قد غادرت مرسى الاماني وهي بالالام مثقلة، وفيها الحزن أكبر من حدود الوصف... حين يحاول المغلول وصفاََ للذي كنا نعيش.. وكيف تحوّل الإنكار حالاََ يزدري ماكان، أو يصِمُ الذي قد كان... وهماََ او جنوناََ عابراََ او محض ذكرى...
(يا خلي القلب)
يا معنى إنتظارٍ طال في ليلٍ الشتاء.. أمام نافذة يكممها الظلام..
و ثَمَّ ضوءٍ خافتٍ في أبعد الأركان لا يغني..
ولا يعني سوى أن الليالي سوف تمضي دون أن تلقي لهذا الصبرِ بالاََ..
بل وأن الانتظار يطول حتماً عندما تقف الحياة على مشاهدنا الحزينة دون صوتٍ...
فابتكار الدمع في صمت الحياة قصائدٌ تأتيك تترى...
(يا خليّ القلب)
هل تدري بأن الشاعر المغدور خبّأ عن عيون الناس تحت ضلوعه جرحاََ..
وكان الجرح شكل قصيدة قد قالها يوماََ.. و لم يصل معنى الحروف كما أراد...
و إنما كان الذي قد قاله محض انشغالٍ بالمعاني..
هكذا يبدو لهم..
أو محض تنميق الحروف لكي تليق بقيمة المعنى الذي باحت به إذ كان سِرّا...
(ياخلي القلب)
هل تدري بأن الروح يشغلها الغياب المستديم...
و لا تلوذ بقلعة الأمل التي شِيْدت على أطلال ذكرى الراحلين...
لأنها ما زال فيها للوفاء بقية..
و لأنها بالأمس راودها الحنين فصرّحت بمكامنٍ مخبوءة تحت الركام و تحت انقاض السنين...
و هاهي الآن استباحتها العبارات التي كُتبت بكل بساطة... فوق المساحات التي شهدت هزائمنا...
وصاغت صمتها بوحاََ و شعرا..
(يا خلي القلب)
نحن الآن للتاريخ أسرى..
26 / 9 / 2020
No comments:
Post a Comment