Tuesday, 1 October 2019

مستقبل الأيام

يقول الدهر بين الناس قولا
فهل تجدي إذا ما قال لولا
فدع ماكان.. لن يعطيك نَوْلا
أرى مستقبل الأيام أولى
بمَطْمَح من يحاول أن يسودا
:
ألا يا أمةََ من غير راعٍ
إلى مَ السير عمراََ في  ضياعٍ
و حتى مَ التمادي في نزاعٍ
فما بلغ المقاصد غيرُ ساعٍ
يردّد في غدٍ نظراً سديدا
:
فعش بالعزم عمرَك و الأناةِ
ولا يغررك طولُ الامنياتِ
و إن ما سرت في فلك الحياةِ
فَوَجِّه وجهَ عزمك نحو آتِ
ولا تَلفِت إلى الماضين جيدا
:
و عش في هذه الدنيا أبيّا
و نل بين الورى قَدْراََ عليّا
و خذ عن ناصحٍ قولاََ سَويّا
فهل أن كان حاضرنا شقيّا
نسود بكون ماضينا سعيدا
:
إذا ما الدهر أعمل فيك سَوطا
فخذ من همة الفرسانِ حَوْطا
على صدر الزمان تكون نوطا
تقدّم أيها العربيّ شوطا
فإن أمامك العيش الرغيدا
:
و واجه وجه دهرك في تحدٍ
وقل يا دهرُ هذا عزمُ ندٍّ
فإن الوهن فيهِ غيرَ مُجدٍ
وأسّس في بنائك كل مجدٍ
طريفٍ واترك المجد التليدا
:
فنجم العمرِ مال إلى الأفولِ
وزرع العُمرِ ماضٍ للذبولِ
فجاهد فوق دربك للوصولِ
فشرّ العالمين ذوو خُمول
إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا
:
و لاقِ الناس في خُلقٍ كريمٍ
و غُذَّ على سراط مستقيمٍ
فخير الناس ذو قلب رحيمٍ
وخير الناس ذو حسب قديمٍ
أقام لنفسه حسباً جديدا
:
يحلّق في سماء المجد نسراََ
و يجعل من ذرى العلياء مسرى
و إن كانت ثواني العمر قهرا
تراه إذا ادعى في الناس فخراً
تقيم له مكارمُه الشهودا
:
يرى نيل المعالي صبر يومٍ
و يهجر في المعالي طيب نومٍ
ولا يصغي الى عذلٍ و لومٍ
فدعني والفخارَ بمجد قومٍ
مضى الزمن القديم بهم حميدا
:
شَفوا بإبائهم زمناََ مريضاََ
أبوا أن ينزلوا فيه حضيضاََ
و كنا بعدهم جيلاََ رضيضاََ
قد ابتسمت وجوه الدهر بيضاً
لهم ورأيننا فعبسن سودا
:
ركبنا البحر جهلاََ دون فُلْكِ
و حاربنا اليقين بكلِّ شكِّ
و أمرٍ مضحكٍ منا و مُبكِ
فقد عهدوا لنا بتراث مُلكِ
أضعنا في رعايته العهودا
:
نعم أجدادنا في كل نبضٍ
سعوا للمجد.. في طولٍ وعرضٍ
أقاموا الحق في نفلٍ وفرضٍ
وعاشوا سادة في كل أرضٍ
وعشنا في مواطننا عبيدا
:
رأيتَ الجهل ليلاً من سوادٍ
فكن بدجاهُ قدحاََ من زنادِ
و تابع نهج عِزّكَ في سدادٍ
إذا ما الجهل خيّم في بلادٍ
رأيت اسودها مُسِخَت قرودا

تكريت 

الأول من أكتوبر 2019

No comments:

Post a Comment