Saturday, 18 June 2016

بنت الغياب

حتی دخان سجائري ياصاحبي
ما عاد يجدي... والحنين الموجِعُ.

والصمت يقتلني. ونبرته التي
تهب الانين أنينه تتقطع

وغيوم ذكرانا... و شمس غيابنا
المحتوم... تُوتِر بالدموع... وتشفع

وتبثنا فوق الحنين... فنرتمي
وكأننا قتلی.... تعود.. فتجمع

وتعيد هذا الامر كل دقيقة
فنظل من سمّ الدقائق نرضع

يا صاحبي... أحيا وقلبي متعبُٗ
وأموت... وهو بما يعاني يترعُ

يترقرق المعنی علی ذِكري له
لكنَّ حزني في المدی يترعرع

وطن يخيط من القلوب ردائه
وطن يمزق ثوبه... ويرقّعُ

وطن نخوض له الهوی.. فيسوطنا
و يردّنا عما نريد... ويمنع

وله علينا في الولاء ولاية
و بموسم الشهداء قلباً يُفجع

وطن يجرّحنا... وينثر ملحه
فوق الجراح.. وإن شكونا يصفع

وطن يفرِّق في الجهات... وإن دعا
لبّت له أشلاؤنا فنُمزّع

في صوتها... لحن ... و في أنفاسها
عِطرُٗ... به كل الوجود يُضوّع

هي لم تزل... بنت الغياب.. ولم أزل
شيخَ الحنينِ... وطفلَها الــــ (ما يقنعُ)

وهناك في النخل الـ يجاور عينها
يستوطن الشعر الذي لا يشبع

و علی الخدود... تضيع الف قبيلة..
وعلی الشفاه... الف جيش يُصرع

وتتيه فوق الجيد كل قوافلي
دولُٗ هناك بأمرها تتوسع

وهنا .... الوقوف علی الروابي طاب لي
في كل رابية... جمالُٗ يُقنع

السيّدان... إذا أرادا مصرعي
بإشارة أو دونها قد أُصرع

هل أدّعي... في الحب أي بطولة
وأنا بأبسط ما تحاول أُقمع

للمستحيل.. أخط كل رسائلي
والموت نحو رجائنا يتطلعُ

وسع العيون جراح قلبي لم يزل
ـــ من قلبهاـــ فيها يجوب المبضعُ

هي لم تزل للمرتجی أيقونة
وأنا بسحر جمالها أتصوّعُ

مثل الجبال حمول همي لم تزل
منها المتون من الأسی تتملع

هو قبة للزائرين وحضرة
للسائلين.. وموكبُٗ... هو منبع

ولها كتبت... وما كتبت مُعايناً
بعض الخيال لما كتبنا يصنع

ولها كتبت... وما كتبت مُعايناً
بعض الخيال لما كتبنا يصنع

30 May
2016

No comments:

Post a Comment