Saturday, 28 January 2023

تيه

  

كان التيه جلوس الشاعر قرب الشاطيء... 

يرقب اسراب البط البري القادم من اعماق البرد الأبعد عن قريته... 

 و يراقب فتيات تملأ بالماء العذب براميلاً ...

 يتبادلن حديثاً أشهى... لا يسمعه... 

يحمل ملزمة التشريح يراجع فيها ما لا يلزم أحداً ممن مرّوا عند الشاطىء وهو يحاول فهم تفاصيل لن تبقى....

قد يقرأ فيسيولوجيا الجسم... يستنفر كل إرادته كي يتناسى هم السفر على متن قطار الليل المندفع ببطء مقصودٍ.. نحو المستقبل في تعبٍ ... كي يدّخر أجور السفرِ...

ينظر نحو الافق المتشرب باللون الأحمر... يسأله أن يرسم وجهاً يشبهها.... 

يفتقد صديقاً في القرية... كان (وحيداً) يجلس جنبي في نفس الرحلة في الصف الطيني الأول... 

لكني أصبحت وحيداً... حين ارتحل بكل هدوء تحت الارضِ...

يلقي الشاعر آخر حجر في الماء الساكن إذ يمشي... بالقرب من (الغَرَب) الواقف منذ عقودٍ عند الشاطىء... 

يتذكر بنتاً قد مرت في الكُلّية... و ابتسمت وهي تحييه... (صباح الخير...) 

تغفو شمس اليوم و تمضي... ها قد رحلت آخر لحظات إجازته الاسبوعية... و هو يراقب سرب البط البري النائم، يسأل دوماً هل سيعيش بهذا التيه....


#عزاوي_الجميلي

الموصل

28/1/2023

No comments:

Post a Comment