Saturday, 23 January 2021

بائعة الكبريت

كل المرايا.. و الدروب تقودنا للوهم.. ترفع راية بيضاء.. تختتم انكسارات الحياة و لوعة الزمن المضرج بالأسى.. حتى كأن العمر لا يعدو سوى بعض الوجوهِ..و كالدموع مكررة...

و وسائل الايضاح.. صارت خدعة كبرى.. لمن يمشي ولا يدري بأن وداعه كان الأخير..و ثَمَ صوت فيه يصرخ.. لم يعد يجدي بأن تلقي همومك جانباََ... أنت المعبأ بالأماني الخضر.. في زمن الهزائم و الخسارات الجسيمة في بلادٍ مُقفرة...

وتساءل الماضون ما جدوى القصائد.. و هي في جوف الظلام  كطفلة تلهو بأعواد الثقاب لتتقي برد المشاعر وسط هذا الثلج تقضي ليلة الميلاد ... تنظر من خلال نوافذ الذكرى... ترى خلف الزجاج معالم الدفء الشهي  .. ألذ أصناف الطعام.. و أطيب الحلوى ، و حتماََ كل أشكال الهدايا الفاخرة....

في لحظة الحرمان تبصر حولها هذا البياض.. تراه يمد جناحه العاري... ليغمرها بسوط البرد.. تسمع قلبها مستسلماََ للحزن.. يعلن أنه سيكف عن نبض الحياة. لأنها ستكون محض قصيدة يهذي بها الشعراء في زمن يجيز الثرثرة...

قد كان يعنيها جمال الضوء..دفء الهمس.. ذاكرة الربيع... و كل ما تعطيه أعواد الثقاب من الأماني و الوعود على رصيف قد كساه الثلج... و الخطوات بالألم المرير مبشرة...

أربيل
22- ك2- 2021