Wednesday, 22 January 2020

نخب الخسارات

لا شيء جديدٌ..
فالمعنى في قلب الشاعر مازال
مازال البرد يحاصرنا...
والعالم دفء و جمال
مازال الموت يراقصنا...
يتشهّى
يقطف آجالْ..
تتشظى أرصفة الذكرى فينا ...
يضربها زلزال..
والثلج يسدّ نوافذنا...
والدرب به ألف محال..
ما جدوى ان نعشق ذكرى..
يسلبها منا التمثال..
و كعادتنا...
نحن المقهورون كثيراََ.. من أجيال..
نحلم... بل نرسم أوطاناََ...
و يشط بنا ألف خيال...
نشرب نخب الذكرى..
نبكي...
نتوارى..
نحمل آمال..
نحصد خيباتٍ لا تحصى...
و نكرر نفس الموال..
ونقول غداََ..
سوف يكون العالم أجمل...
بالإجمال...
العمر... قوافله ضاعت....
منا... و انقطع المرسال...
لرحيلٍ أقربُ... لسماءٍ أنقى..
لهروبٍ فَعّال...
تتنمق أحرف خيبتنا ...
و تصوغ لنا ألف سؤال..

أربيل
22/1/2020

Saturday, 18 January 2020

أم العباية

على جسمها المكسوِّ بالحُسن و الضيا..
عباءَتها.. مدّت.. و تمشي مؤيَدَةْ
:
وقد خصَّرتها... قالَباََ   ضم خصرها
- لتتبعها كل القلوب - مُبغددةْ
:
على جسدٍ أندى من الورد.. عطرُه
رقيقٌ.. كأن الله بالعطر عَمّدَهْ
:
تميل كغصن مال.. في كل خطوةٍ
بلا تعبٍ... تبدو ـ لذي العين ـ مُجهَدَةْ
:
عباءتها غطَّتْ من الشعر نصفَه
لتنسابَ شلالاتُ ليلٍ... مُعربِدةْ
:
وتُظهر وجهاََ قُلْ إذا شئتَ كوكباََ
و طَرْفاََ تعالى اللهُ صاغ زمرّدَةْ
:
وتمسك أطرافَ العباءة كفُّها
تميس بلا قيدٍ.. و تبدو مُقيّدةْ
:
اذا ابتسمت غنت من الوجد غيمةٌ
وذابت من السحر الذي كان أفئدةْ
:
و إن أومأت للبدر صار حمامةََ
تحط على شباكها وهي منشدَةْ
:
خطاها ترانيمٌ... تموسق مَشيَها
و خلخالها طوقٌ  لساقٍ ممرّدَةْ
:
وتختال كالطاووس سيراََ.. و حولها
وصيفاتُها بالحسن.. وهي المفرَّدَة
:
يراقبها حتى الحصى في مسيرها
فيسبيه روض من خدود مورَّدَةْ
:
و إن نطقت... فالحرف للحرف سيّدٌ
وتلهيك عن كل التفاصيل...  مُفردة
:
عراقيةٌ لو كان للحُسن قُبّةٌ
لكانت على كل المليحات سيدةْ

تكريت
18/1/2020